الداعية إلى الله ( سبحانه وتعالى )
قل هذه سبيلي أدعو إلى الله
بعث الله تعالى الأنبياء لدعوة الناس إلى توحيد الله وعبادته، وإرشادهم إلى الخير والصلاح، وتحذيرهم من الشر والضلال والانحراف، وكذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم داعياً إلى الله يرشد الناس ويهديهم إلى الخير. قال - سبحانه -:{ يأيها النبي إنا أرسلنك شاهدا ومبشرا ونذيرا * وداعيا إلى الله بإذنه وسراحاً منيراً * } فالدعوة إلى الله هي وظيفة الأنبياء والرسل، وهي وظيفة الدعاة من بعدهم كما قال سبحانه: { قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني } فالله سبحانه أوجب الدعوة إليه، وحض المسلمين على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لأن الناس يحتاجون في كل زمان ومكان من يبصرهم طريق الهداية، ويذكرهم بالله ، ويحذرهم من معصيته، ويحثهم على الأخلاق الحميدة، والتعاون على الخير، ودفع العدوان، ونصرة المظلوم. لقوله تعالى: { ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون } ولذا فالدعوة واجب يؤدى في جميع الظروف والأحوال، وفي كل وقت يتيسر فيه ذلك، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو الناس ليلاً ونهاراً وسراً وعلانية.
مكانة الداعية:
للداعية مكانة عظيمة، ودرجة رفيعة، ومنزلة عالية عند الله وعند الناس، لأنه يدعو إلى الخير والفلاح، فهو الاقوم طريقا والأعدل منهجاً، قال تعالى: { ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً } وقد وعد الله تعالى الداعية بالأجر العظيم والثواب الكبير، فقال صلى الله عليه وسلم ( فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خيرٌ لك من أن يكون لك حمر النعم وفي رواية أخرى ما طلعت عليه الشمس )).
أخلاق الداعية:
يمثل رسول اللهصلى الله عليه وسلم المثل والقدوة لكل الدعاة إلى الله، فقد اتصف بالأخلاق الحميدة كالحلم والحكمة والبصر، وقد أثنى الله عليه في كتابه بقوله سبحانه: {وإنك لعلى خلق عظيم} فالداعية إلى الله عليه أن يتخلق بمحاسن الأخلاق وجميل الصفات كي يصل إلى قلوب الناس وينجح في دعوته.
ومن هذه الأخلاق:
1- السيرة الحسنة: كالصدق في القول، وحسن المعاملة، وطيب الكلام، واجتناب المحرمات، والبعد عن الشبهات، ومطابقة علمه لقوله حتى يصدقه الناس ويثقوا به، ولا يكون من الذين قال الله فيهم:
( كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون )
2- الرحمة ولين الجانب والبعد عن الفظاظة والقسوة: قال الله تعالى: ( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لا نفضوا من حولك )
3- التواضع وعدم التكبر: فعلى الداعية إلى الله أن يتحلى بالتواضع وعدم التكبر على الناس حتى يحبوه، ويقبلوا كلامه، ويأخذ بقوله، ويتخذوه قدوة صالحة لهم.
4- الاعتدال والميل إلى التيسير والتسهيل على الناس والبعد عن التعصب والتشدد والتعسير والتنفير:
فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يوصي بذلك من يرسلهم إلى الناس.
5- احترام الآخرين، ومناقشتهم بالحجة والدليل بأسلوب حسن، مع التأدب بأدب الحوار، بعيداً عن التعنيف والاستخفاف بآرائهم، قال تعالى: ( وجادلهم بالتي هي أحسن ).
6- الصبر وسعة الصدر، واحتمال الأذى من الآخرين، والعفو عنهم: فالداعية لا يقابل السيئة بالسيئة، وإنما يقابلها بالإحسان.
ثقافة الداعية:
يتطلب من الداعية أن يكون واسع الثقافة، فينبغي أن يكون ملماً بالعلوم الإسلامية كالتفسير والحديث والعقيدة والفقه والسيرة النبوية. كما ينبغي أن يكون له معرفة بمختلف العلوم ومجالات المعرفة، كي يوظف معرفته في الدعوة إلى الإسلام